عدد الرسائل : 13 العمر : 36 <center>دعاء</center> : تاريخ التسجيل : 17/03/2008
موضوع: حب الله عز وجل الأحد أبريل 05, 2009 4:25 pm
بسم الله الرحمان الرحيم إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حبالله عز وجل ، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا الحب ويبحث عنه ، فإذا وقع فيأمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ، فإذاأصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل فيها حيث كان يمكن أن يأتيوقعها أشد مما أتت عليه ، وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالىخائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ، فقديماً قيل : " كل منحةوافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة ". لهذا فإن المؤمن في حال منالترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء اللهإنما هو دليل محبة وتكريم ، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغضلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولايعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي . التماس حب الله عز وجل يستطيع المؤمنالذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه ،وذلك بطرق مختلفة اهمها رضاه عن الله عز وجل ، فمن كان راضياً عن الله عز وجل كانذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه . وقد أكّد ابن قيم الجوزية ان العبديستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها : "الموطن الأول : عندأخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به . الموطن الثاني : عندانتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه. الموطن الثالث : عنددخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان ... فلا شيء أهم عند المؤمنمن الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : "يا بلال أرحنا بالصلاة ". الموطنالرابع : عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياءإليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " . وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذاالموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر ، خاصة إذا أراد أنيصل إلى الحب المتبادل بينه وبين الله عز وجل .
فوائد حب الله عزوجل إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عبادهالمخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ، قال تعالى : " كذلك لنصرف عنه السوءوالفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24. وهذا الإخلاص يحصل للمقربين الذينجاهدوا في الله حق جهاده ، أما المؤمن فينال من هذا الإخلاص على قدر قربه من الله ،إلا أن علامات حب الله عز وجل ان يجعل الله له المحبة في أهل الأرض ، جاء في صحيحمسلم تعليقاً على قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمنودّاً " مريم ، 96. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : " إذا أحبالله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل لهالمحبة في أهل الأرض "
ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن فيالآخرة غفران الذنوب ، لقوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم اللهويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31.
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة، يروى انه سئل يعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فقال فيقوله تعالى : " وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِوَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌمِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18. لهذا أدرك علماء الإسلام اهمية حب الله عز وجل فكانوا يسألونه تعالى هذاالحب في دعائهم ، ومن أدعيتهم في هذا المجال : " اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبكوحب عمل يقربني إلى حبك ، اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب ، ومازويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب ، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهليومالي ومن الماء البارد على الظمأ ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادكالصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ، اللهم اجعل حبي كله لك، وسعيي كله من مرضاتك ". فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حبالله فلا شيء يكفيه ، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه .