النّـص : وجد الوباء طريقه
كان صيف سنة 1902 مُنْكـِرًا فـلقـد هبط وباء الكوليرا مصر فـفـتك بأهـلها فـتكا ذريعا، ودمّـر مدنا وقـرى، ومحا أسـرا كاملة. وكانت المدارس قد أقـفلت، وكان الأطبّـاء ورسل مصلحة الصّـحّة قـد انـبـثـوا في الأرض ومعهم أدواتـهم وخيامهم يحـجـزون فـيها المرضى، وكان الهلع قـد ملأ الـنـّفـوس واستأثـر بالقـلوب،وكانت كلّ أسـرة تـتـحـدّث بما أصاب الأسـر الأخـرى وتـنـتظـر حـظّـها مـن المصيبة. وكانت أمّ الصّبـيّ في هـلع مستمرّ، وكانت تسأل نفسها ألف مرّة في كلّ يوم بمن تـنزل النّـازلة من أبنائها وبناتها. وكان لها ابـن في الثّـامنـة عـشرة، جميـل المنظـر رائع الطـلعة نجيب،ذكيّ القـلب، أنـجـب الأسـرة وأذكـاها وأرقّـها قـلبا، وأصفـاها طـبعـا، وأبـرّها بأمّـه، وأرأفـها بأبـيه، وأرفـقـها بصغـار إخوته، وكان مـبـتهجا دائـما، وكان قـد ظـفـر بشهـادة الباكالوريا وأخذ ينـتظـر آخر الصّـيـف ليـذهب إلى القاهرة. فلمّا كان هذا الوباء، اتّـصل بطبيب المديـنة وأخذ يرافـقـه ليساعـده حتّـى كان يوم 21 أوت.أقبل الشّابّ آخر هـذا اليوم كعـادتـه باسـما، فـلاطـف أمّـه وداعـبها وهـدّأ من روعـها وقـال:‹‹لم تـصـب المديـنة اليوم بأكـثـر من عـشريـن إصابـة، وقـد أخـذت وطـأة الـوبـاء تـخـفّ›› ولكـنّـه شـكـا من بعـض الغـثـيان، وخرج إلى أبـيه فجلس إليه وحدّثـه كعـادتـه، ثـمّ إلى أصحــابه فرافـقهم إلى حيـث كان يذهـب معـهم في كلّ يوم فـلمّا كـان أوّل الـلّيل عـاد وقضى ساعة في ضحك وعبث مع إخوته. وفي هذه اللّيلة زعم لأهل البيت جميعا أنّ في أكْـل الـثوم وقايـة من الكولـيـرا وأكَـل الـثـوم وأخـذ كـبار إخـوتـه وصغـارهـم بالأكْـل مـنه، وحاول أن يـقـنـع أبـويه بذلـك فلم يـُوفـقْ.وكانـت الـدّار هـادئـة مغـرقـة فـي الـنّـوم، كبـارُها وصـغـارُها وحــيوانها عندما انـتصف اللّـيل . ولكنّ صيحة غـريـبة مـلأت هـذا الجـو ّالهـادﺉ فهـبّ لها القـوم جميعا. فأمّا الشّـيخ وزوجـته فكانا يدعـوان ابـنهما باسمه. وأمّـا الشّـبّـان من أهـل الدّار فكانوا يثِـبون مـن فراشهم مسرعـين إلى حـيث الصّـوت. وأمّا الصّـبـيان فكانوا يجـلسون يحـكّـون أعْــيـنهـم بأيـديـهم يحاولون أنْ يتَـبـيَّـنُوا في شيء من الهـلع منْ أيـن يأتي الصّوت وماذا كانـت الحركة الغريبة!وكان مصدر هذا كـلِّه صوت هذا الفـتى وهو يعـالج القيء. وكان الفـتى قضى ساعة أو ساعـتين يخرج من الحـجرة على أطراف قدمـيه ويـمـضي إلى الخلاء لِيَـقِيءَ مجتهدا ألاّ يوقـظ أحدا. حتّى إذا بلغـت العـلّـة منه أقـصاها لـم يمـلك نفـسه ولم يستـطع أن يَقِـيءَ في لطـف، فـسمع أبواه هذه الحـشْـرجة فـفـزِعا لها وفـزَع معـهـما أهل الدار جميعا.إذن فقد أُصـيـب الشّـاب، ووجـد الوباء طريـقـه إلى الـدّار، وعرفت أمُّ الفـتى بـأيّ أبنـائـها تـنـزل النـّازلـة.عن طه حسين (الأيام-الجزء الأول)
الإجابة عن السّـؤال مع التعليل.
اختيار الافتراض الأنسب
طه حسـين كاتب مصريّ ولد سنة 1889 وتوفـي سنة 1973 . نشأ في الريـف بالصعـيد المصريّن، وفقد بصره طفلا، لكنّ هذا لم يمنعه من حفظ القرآن كاملا وهو في التاسعة من عمره.
رحـل إلى القاهـرة سنـة 1920 ودرس بالجامع الأزهر، ثمّ بالجامعـة المصريـة حتى نال شهادة علمية، قصد فرنسا بعد ذلك بمنحة من الدّولة وانتسب إلى ‹‹السربون››.
بعد نيله شهادة الدّكتوراه عاد من باريس ألى مصـر وعُـيِّـنَ أستاذا لتـاريخ الأدب العربيّ.
تـقـلّب في مناصـب علميــــّـة كثـيرة وتـولّـى وزارة التربية،وألـمّـت به مـِحـَن وخطـوب.
ترك كـتبا وآثارا عديـدة من أشهـرها : الأيام، على هامش السـيـرة،في الشعــر الجاهـلي، حديث الأربعاء.
- أسئلة من قبل المعلّـم والتلاميذ:
[b] - حدّد المكان والزمان لأحداث النّـصّ.- ما هو الحدث الرّئيسيّ للنص؟
- استخرج من النص ما يدلّ على خطورة هذا الوباء.
- لماذا كان هذا الفتى محبوبا من طرف الجميع؟
- لماذا حاول إخفاء أصابته؟ كيف علم الأهل بحقيقة الأمر؟
ب- نقد :
- نقد موقف الشّـاب مع التعليل بقرائن خارجية.
ج- مقطع وصفي :
- اكتب الصفات التي يتحلّـى بها الفتى.
بماذا يمكن أن تصفه أيضا؟
د- مناقشة وحوار حول الأمراض المعدية :
بعض الأمراض المعـديـة - الأسباب - طرق الوقاية منها - أقوال وأحاديث. ج- القضايا التي يطرحها النص :
الإحسان إلى الوالدين - التعاون.
أ- وظيفة الكلمات المسطرة :
هبط وباء الكوليرا مصر ففتك بأهلها فتكا ذريعا - أخذ يرافـقــه -
أقبل الشـاب آخر هذا اليوم كعادته باسما
ب- أثر هذه الجمل بمتمّـمات : رحّـب الشّـاب بالطّـبـيـب ............ ـــــ ...................... أغسل يديّ ..................
بكت الأمّ على ابنها ................. ـــــ سمع الأب الحشرجة ف............................
ج- إنتاج فقرة وصفية :
صف حالة الشّـاب وهو يشكو الكولير
............................................................................................
............................................................................................
............................................................................................
...........................................................................................
[size=21]تعبير كتابي
الموضوع :
أفقتم ذات ليلة على أنين أحد أفراد الأسرة يشكو آلاما حادّة......
تحدّث عنه وعمّـا أصاب العائلة من هلع وجزع، و احتم بشعورك.
----------------------------------------------------------
1- تقديم الموضوع
2- تسطير أهم المفردات
3- تحديد العناصر
*المقدّمـة : السهرة، المكان، سبب مرض أحد أفراد الأسرة( تناول الكثير من الحلوبات والمشروبات
الخروج للبرد........)
*الجوهر: كيف أفقت من نومك؟ كيف وجدت العائلة؟
وصف حالة المريض (حالته، أفعاله، أقواله...)
موقف أفراد الأسرة(جزع الأمّ، الإسعافات الأوّلـية، حمل المريض للمستشفى...)
*الخاتمة : حالة المريض بعد ذلك
شعورك نحوه مع التعليل
- مطالبة التلاميذ بالقيام ببحوث حول :
* الأمراض المعـديـة وطرق الوقاية منها :
* التلاقيح :
الأمراض، الرّوزنامة، الفائدةاستعمال الأنترنات، الأنـكـرتا( ENCARTA )،
أقراص ليزرية، المطويات، الموسوعات...
[/b][/size]